تصريحات وشعارات دون مواجهات.. أين تقع الحرب على الحوثيين في القاموس الإخواني؟

الجمعة 11 يونيو 2021 01:58:00
تصريحات وشعارات دون مواجهات.. أين تقع الحرب على الحوثيين في القاموس الإخواني؟

على مدار سبع سنوات كاملة، لم تفعل مليشيا الشرعية الإخوانية شيئًا في سبيل محاربة المشروع الحوثي، غير تصريحات تتصنع من خلالها لهجة العداء للمليشيات، لكن واقع الميدان يقول حقيقة مغايرة تمامًا.

وفي الوقت الذي تُوجّه فيه الكثير من الاتهامات للشرعية بأنها تتحمل مسؤولية مباشرة عن تمكين الحوثيين لبلوغ الحرب، الأمد الذي طالته، فإن القيادات الإخوانية بين ساسة وعسكريين يحرصون على الإدلاء بتصريحات ترمي إلى محاولة اصطناع موقف قتالي ضد الحوثيين.

تجلت هذه السياسة بشكل واضح في تصريحات لوزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي، زعم خلالها إن قوات الشرعية تحارب المليشيات الحوثية وتتصدى للمشروع الإيراني الطائفي.

تصريحات المقدشي جاءت خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة تلفزيونية تابعة لتنظيم الإخوان، وخلالها أخذ القيادي العسكري البارز في الشرعية يسوق بعض الأوهام، عبر الزعم بأن قواته ماضية نحو ما دعاه "الإجهاز على المشروع الحوثي.

المقدشي من خلال ما قاله، حاول أن يروج له في هذا الإطار يشبه كثيرًا ما اعتادت على ترويجه القيادات الإخوانية لا سيّما جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، الذي يحرص هو الآخر على محاولة غسل سمعة الشرعية، وذلك من خلال الإدلاء بتصريحات يدعي فيها محاربة المليشيات.

ولأن الكلمات والتصريحات لا تُباع ولا تشترى، فما أسهل على مليشيا الشرعية أن تعمل على التلاعب بالواقع المرير فيما يحدث على الأرض، وبشكل خاص ما يتعلق بعزوف هذه المليشيات عن محاربة المليشيات المدعومة من إيران.

فمنذ فترات طويلة، فإن الجبهات التي يفترض أن تشهد هجومًا إخوانيًّا لإستعادة من قِبل الحوثيين، تشهد حالة من الموت السريري على نحو فضح ووثق وبرهن على حجم التقارب بين هذين الفصيلين.

مليشيا محسن الأحمر الإخوانية لم تقدم أي شيء في سبيل الحرب على الحوثيين، وهو خط رسم الأحمر ملامحه منذ عام 2014، وتحديدًا في 21 سبتمبر، عندما تخفى في هيئة حرم سفير وهرب من صنعاء تاركًا 20 طقمًا حوثيًّا فقط تسيطر على المحافظة، رغم أن الفرقة الأولى مدرع ذات العتاد العسكري الضخم كانت كفيلة بالقضاء على التمدد الحوثي منذ الساعة الأولى.

سيناريو "21 سبتمبر" التآمري رسم سياسة إخوانية، باتت متكررة على مدار سنوات الحرب، فمليشيا الشرعية دأبت على الفرار من الجبهات وتسليمها للحوثيين، وهو ما مكن المليشيات من التمدد على الأرض وبالتالي إطالة أمد الحرب.

وفيما تمكن تنظيم الإخوان من التوغل في كافة مفاصل الشرعية بما ذلك مؤسسة الرئاسة، فقد أصبح الشغل الشاغل لحزب الإصلاح هو توسعة دائرة نفوذه على الأرض من جانب، مع الحصول على دعم مالي موسع من قِبل جهات خارجية عبر رفع شعار المظلومية التي يدعيها الإخوان على مدار الوقت.

لم يكتفِ إخوان الشرعية بهذا الدور المتخاذل، لكن الأمر بلغ أيضًا حد استهداف التحالف العربي وتوجيه اتهامات باطلة بأنه سبب التمدد الحوثي على الأرض، ومن ثم تأزيم الوضع الإنساني من جرّاء ذلك.

العزوف الإخواني الواضح عن محاربة الحوثيين، كان ممزوجًا بتنسيق واضح بين الفصيلين في استهداف الجنوب وشن أعمال عدائية على أراضيه، بينها هجمات إرهابية شهدتها العاصمة عدن في 2019، لعبت فيها مليشيا الشرعية دورًا استخباراتيًّا سهلت على الحوثيين استهداف مواقع القوات المسلحة الجنوبية.