الحوثي يوظف أطفال صنعاء سياسيًّا ردًا على إدراج المليشيات بقائمة الانتهاكات

الأربعاء 23 يونيو 2021 01:46:00
 الحوثي يوظف أطفال صنعاء سياسيًّا ردًا على إدراج المليشيات بقائمة الانتهاكات

ردًا على خطوة أممية بإبقاء الحوثيين على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، وظّفت المليشيات الإرهابية أطفالًا في مشهد احتجاجي يزج بصغار السن في معركة سياسية.

ففي ميدان السبعين وسط صنعاء، حشد الحوثيون جمعًا من الأطفال في مشهد حاولت المليشيات من خلاله رسم مشهد احتجاجي ومندد بإبقائها ضمن لائحة انتهاكات الأطفال الصادرة عن الأمم المتحدة.

وعرضت وسائل إعلام حوثية، يوم الثلاثاء، صورًا لأطفال وفي أيديهم صور ساخرة من منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو جوتيرتش، كما لقّنتهم المليشيات بهتافات معادية للمنظمة الدولية.

المحاولة الحوثية للرد على الخطوة الأممية مثلت انتهاكًا في حد ذاتها، وذلك من خلال الزج بالأطفال في جولة سياسية من جولات الحرب المستعرة، ليضاف هذا الحشد نفسه إلى قائمة الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات فيما يخص بغسل عقولهم عقائديًّا ومجتمعيًّا وبث روح الكراهية لديهم.

وثار الحوثيون غضبًا لقرار منظمة الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، بإدراج مليشيا الحوثي على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، وقالت إن المليشيات قتلت وشوهت 250 طفلًا.

الخطوة الأممية رد عليها الحوثيون سياسيًّا، على لسان القيادي النافذ المدعو محمد علي الحوثي عضو ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، الذي قال إن قرار الأمم المتحدة لا يستند إلى حقائق ميدانية وتقارير لجان مستقلة، على حد زعمه.

وادعى القيادي الحوثي أن القرار الأممي يؤكد صفقة ابتزاز لإعادة جوتيريش أمينًا عامًا للأمم المتحدة.

واستند القرار الأممي بإدارج الحوثيين على هذه اللائحة إلى عديد من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات ضد الأطفال، فإلى جانب جرائم القتل التي يُقدَّر عدد ضحاياها بالآلاف، فإن جرائم التجنيد القسري والزج بصغار السن إلى جبهات القتال واحدة أيضًا من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحوثيون، وقد توسعت المليشيات في ارتكابها بعدما حوّلت المدارس والمساجد والمراكز الصيفية إلى معسكرات تأهيل تمهيدًا لإشراكهم في العمليات العسكرية.

ورصد الكثير من الأطفال وهم يُشكلون القوام الأكثر عددًا في الجبهات الحوثية، وذلك بعدما جنّدت المليشيات الآلاف منهم، وبات يُزَّج بهم في الصفوف الأولى بما يجعلهم عرضة للقتل في أي لحظة، ثم تتاجر بهم المليشيات لتحقيق مكاسب سياسية.

وفيما قد تحمل خطوة إدراج الحوثيين على لائحة الانتهاكات أهمية كبيرة فيما يخص توثيق الجرائم التي يتم ارتكابها، فإن المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة تحويل هذا التوصيف إلى إجراءات فعلية وعملية تشكل ضغطًا على المليشيات من مختلف الأصعدة، بما يُلزِمها بوقف هذه الاعتداءات.