الرسوم الجمركية.. جبايات حوثية إخوانية لإطالة أمد الصراع

الاثنين 2 أغسطس 2021 23:40:00
الرسوم الجمركية.. جبايات حوثية إخوانية لإطالة أمد الصراع

تتلاقى المليشيات الحوثية الإرهابية مع نظيرتها الإخوانية في جملة من الجرائم التي تمارس بحق المواطنين الأبرياء، ويظهر ذلك واضحًا في عمليات تجنيد الأطفال وتنفيذ العمليات الإرهابية وسرقة مقدرات المواطنين واستهداف المؤسسات التعليمية والصحية وغيرها من الجرائم التي تبرهن على أن الطرفين يبحثان عن تحقيق هدف واحد يتمثل في إطالة أمد الحرب الحوثية.

يبدو واضحا أن هناك جريمة جديدة يُمكن أن تضاف إلى هذه الممارسات المشتركة تتمثل في الرسوم الجمركية التي تُحصلها الشرعية الإخوانية والعناصر الموالية لإيران بهدف فرض أعباء إضافية على المواطنين ومعاقبتهم من جانب، وتمويل عملياتهم الإرهابية على الجانب الآخر.

وضاعفت الشرعية الإخوانية الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، عبر إعادة تسعير الدولار الجمركي من 250 ريالًا إلى 500 ريال، وتروج أبواقها وإعلامها مزاعم بإعفاء السلع الأساسية كحليب الأطفال من الرسوم الجمركية، متناسية أنها سلع غير متوفرة أصلا بالأسواق.

وتؤدي الزيادة المقررة على الرسوم الجمركية إلى مضاعفة الحصيلة الضريبية من 350 مليار ريال إلى 700 مليار ريال، في دليل أن الزيادة تطال جميع أنواع السلع عدا القمح والزيت والسكر والأرز، وهي المبالغ التي تشكل عبئا على المواطنين، وفي المقابل فإنهم لا يستفيدون من عوائدهم لأنها لن تعود عليهم بالنفع وسيجري سرقتها مثلما الحال لكافة الموارد الأخرى.

وتتلاعب الشرعية الإخوانية بمفهوم السلع الأساسية، دون الإشارة إلى أنها مجموعة سلع لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما يدخل في مفهوم السلع غير الأساسية السلع المعمرة كالسيارات والأجهزة الطبية وحتى الملابس وغيرها من السلع التي تتصل بقطاعات النقل والصحة والتجارة.

وفي المقابل قامت جمارك المليشيا الحوثية الإرهابية بالأمر ذاته بعد أن رفعت نسبة التحصيل حيث تقوم بفرض الجمارك باحتساب 250 ريالا للدولار الواحد، بينما تحتسبه حاليا بـ 600 ريال للدولار الواحد، ما ضاعف من قيمة المواد الغذائية.

وحمل التجار في صنعاء المليشيا الإرهابية المسؤولية عن ارتفاع الأسعار، مطالبين بخفض الجبايات المحصلة من جمارك وضرائب وتحسين ونظافة وغيرها من الإتاوات غير القانونية المفروضة على شحنات البضائع التي تدخل مناطق سيطرة المليشيا الإجرامية.

تؤكد هذه الممارسات أن هناك تعاونًا وثيقًا بين الحوثي والشرعية الإخوانية، تحديدا في هذه المرحلة التي تحاول فيها العناصر المدعومة من إيران شن عمليات عسكرية في الجنوب لكنها تخشى من ردة الفعل الجنوبية وتحاول الحصول على أكبر قدر من الأموال التي تجعلها قادرة على الإيفاء بتمويل عناصرها الإرهابية والمرتزقة التي تحشدهم على الجبهات.

وفي الوقت ذاته فإن الشرعية تُقدم على هذه الخطوة لإثارة الفوضى في الجنوب وبعثرة أوراق الحل السياسي الذي لن يكون في صالحها وتعمل على خلق بيئة تساعد عناصرها الإرهابية على التمادي في ممارساتها الاحتلالية، كما أنها تخدم في الوقت ذاته المليشيات الحوثية التي تحاول توظيف انشغال الجنوب بحروب الخدمات التي يتعرض لها لإيجاد أي منافذ من الممكن أن تساعدها على اختراق المحافظات الجنوبية.