مساع اصلاحية لنسف تقارب هادي والامارات

الاثنين 2 يوليو 2018 20:46:41
مساع اصلاحية لنسف تقارب هادي والامارات
خاص

مساعٍ حثيثة لحزب تجمع للإصلاح "اخوان اليمن" لافشال اي تقارب بين الرئاسة اليمنية ممثلة بعبدربه منصور هادي ،ودولة الامارات العربية المتحدة ثاني عضو رئيسي في تحالف دعم الشرعية باليمن.
وتتجلى تلك المحاولات في نسف اي تقارب بين الجانبين في الضخ الاعلامي اليومي لمواقع تابعة للاصلاح تمولها قطر او رجال اعمال اصلاحيون ، ذلك الضخ هدفه افساد اي تقارب او تفاقهم او تعاون بين الحكومة الشرعية ودولة الامارات.
وقد أثار التقارب بين الإمارات وهادي تخوفات لدى "الاصلاح" خاصة بعد اعلان وزير الداخلية أحمد الميسري، أن جميع الوحدات الأمنية ستخضع لغرفة عمليات واحدة.
هذه التوجسات ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال تشكيك ناشطي الاصلاح بهذا التقارب، وسعيهم للتقليل منه، والتشكيك في جدواه وايجابياته.
“الاصلاح” الذي يناوئ الإمارات والذي ظل قريبا من هادي منذ بداية الحرب، يبدو هو المتضرر الأكبر من اي تقارب بين الامارات وهادي.
يملك الإصلاح وسائل وأساليب قد يستخدمها لإعاقة تقارب “هادي” مع الإمارات، في حال شعر أن هذا التقارب يتوجه لضربه، خاصة وأن مفاصل حكومة هادي وحتى مكتبه يتغلل فيها “اخوان اليمن”.
يجمع مراقبون ان “الاصلاح” هو أكبر المستفيدين من الحرب التي دخلت عامها الرابع، ومن خلال ذلك سيطر على كثير من مفاصل الحكومة والتي وصلت حد السيطرة على عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج، وأنشأ قوات ومليشيات عديدة، و سيطر على مفاصل كثيرة في قوات "الجيش الوطني”.
يعرف الاصلاح تمام المعرفة أن تقارب هادي مع الإمارات يعد تمهيدا لضربه في الصميم، و نزع عدد من مخالبه، خاصة في الجانب الأمني و العسكري.
وفي هذا السياق يؤكد رئيس معهد الجزيرة للدراسات ووكيل وزارة الاعلام نجيب غلاب أن شرعية الرئيس هادي ظلت اقوى ما يمكن ان تكون سابقا ولاحقا وستظل ، لكنه يشير إلى أن نقطة ضعفها هو "الاصلاح" وشبكاته التي عادة ما تحاول السيطرة على القرار سابقا ولاحقا وباسم الالتزام بالثورة النوفمبرية.
ويجزم غلاب أن اغلب مشاكل الرئيس مع الاخرين "الاصلاحيون" منبعها منذ صعوده وحتى اللحظة وكمان يمنّون عليه ويمارسون ضغوط ابتزازية.
اليوم زعم احدالمواقع الالكترونية المقربة من "حزب الاصلاح" ومن القيادي في الحزب حميد الاحمر أن خلافا كبيرا تفجر بين هادي ودولة الامارات ، على خلفية دعم ابوظبي لقوات نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ، في مواجهة الحوثيين في الساحل الغربي.
وحسب الموقع، فقد اجتمع “هادي” بقيادات وزارة الدفاع، الأحد 1 يوليو/تموز 2018، و استدعى نائبه علي محسن الذي وصل إلى عدن، في وقت متأخر من الليلة الماضية، قادماً من مدينة مأرب لتدارس الامر.
الموقع كشف ومن حيث لا يدري عن رغبة حزبه "الاصلاح" واقصى ما يتمناه ، حيث أشار إلى أن هذا الخلاف قد يدفع هادي إلى إعلانه إعفاء الإمارات والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من مهامهما في اليمن، ووقف عملياتهما الحربية.
يرى مراقبون أن الأيام قد تشهد تعيين محسوبين على الإمارات في مناصب عسكرية وأمنية وفي السلطات المحلية، وهو ما سيجعل “الاصلاح” يبحث عن مبررات لاختلاق مشكلات تعيق هذا التقارب.
حتى الآن تلزم الرئاسة والحكومة اليمنيتان الصمت ازاء ما نشره الموقع المقرب من الحزب ، وهو ما يؤكد ان - صحت تلك المزاعم - ان سلطة هادي مختطفة من قبل "اخوان اليمن" ، وانه لا يمتلك امره في اتخاذ القرار.
وإلى أن يظهر صوت العقل في الحكومة الشرعية ليبدد تلك الامنيات "لحزب الاصلاح" ولوبيات الاخوان داخل الحكومة الشرعية ، فإن ثمة معطيات تحتم على دولة الامارات أن تعيد النظر في التعامل مع حكومة مخترقة من قبل لوبيات تعمل اخوانية ذات توجهات ايدلوجية تنظر للمشهد اليمني برمته من ثقب مصالحها الضيقة ، الامر الذي اعاق حسم المعركة مع الانقلابيين واطال امد الحرب.
واخطر ما ورد في خبر "الموقع الاصلاحي" هو اتهام دولة الامارات على لسان هادي بانها تمارس لعبة خبيثة مع إصرار الاخير على استبعاد قوات طارق صالح، ، ومن بينها أنها تقاربت مع الحوثيين حول تسليم الحديدة لقوات طارق، عبر معارك هامشية يدخل عبرها طارق إلى الحديدة من الفاتحين حسب زعم الموقع.
ليست المرة لاولى التي تتصدر مواقع الاصلاح واخواتها الممولة قطريا الحديث عن خلافات بين "هادي" والامارات، وهو يؤكد ان مساع كبيرة وجهود متواصلة يبذلها الاخوان ومن خلال عناصرهم المتغلغليين في مفاصل حكومة هادي ، الى استدعاء الخلاف والشقاق، بل ويتوجون ذلك بامنتيهم الدائمة وهي مغادرة التحالف لليمن، كتهديد يلوحون به على لسان هادي الذي يجزم الكثير من المراقبين انه لا يعي ولا يعلم كثيرا عما يدور في اروقة بلاطه.