أزمة ضمير!

"المواصفات المطلوبة لشغل هذه المناصب تتطلب درجة جامعية ، ونحن قضينا عمرنا في الساحات والنضال ولم نتمكن من استكمال الدراسة الجامعية لهذا نعترض على هذه المواصفات لانها مجحفه بحقنا" مداخلة في احدى الاجتماعات، عبر عنها احد المناضلين من الشباب ، فاختصرت كثيراً من الشرح لواقع اليوم.

"نحن ظلمنا، بمراحل طويلة وجيلنا لم تتبقى لديه فرص، وانتم شباب وامامكم العمر، لذلك لن نترك لكم فرصه، هي اخر فرصنا وعلينا ان نستغلها" جملة قالها احد الشخصيات الاجتماعيه حينما شغل منصباً مسؤولاً قبل سنوات وسمعت ما يشابه المعنى من غيره.

"لماذا لم تتحصل على دعم مالي مثل من هم اقل منك منزله وعلم؟ لو سلمت لك مثل تلك المبالغ كم كانت ستنتج لك اعمالاً وكم شاب كان سينهض معك فيها؟ حتماً كنت ستستخدمها بالشكل الامثل! اقولها بصراحة يا عزيزي انت شيك مفتوح، كل من اراد منك شئ اخذه ورحل، كل الموجودين اليوم لا يمشون الا بالدعس، وانت تفضل الصمت ، يا صديقي ان لم تصنع ثروه في هذه الظروف فلن تصنعها بعمرك كله" نصائح قدمها لي احد الاصدقاء من الاعلاميين وهو ينتقد علاقتي مع احدى الجهات.

عينة ذلك الشاب وذلك الرجل وذلك الاعلامي حينما يلتقوا في اي موقع تحدث بينهم تفاعلات تجذبهم على بعض فيصبحوا مؤثرين على صناعة القرار بل وعلى مزاج الراي العام، وما اكثر امثالهم في واقعنا اليوم. ومن يعترض هذا التفاعل تشكل عليه تفاعلات تمحيه من الصف المقرب من صنع القرار وتشكك في كل ما يصدر عنه.

وهكذا تتوالى الاحداث ، فلا الشاب المناضل غير المتعلم احدث عملا" صحيحا"، ولا الرجل تمكن من تحقيق اثر على الواقع من خلال موقعه، ولا الاعلامي افاد الناس بمعلومه صحيحه .

ومن هذا كله.. من المتضرر! حتماً هذا المجتمع ومن فيه، وحتماً ستزداد الامور سوءً ولن يفهم صانع القرار خطر ذلك الا حينما تحدث الكارثه وحسبنا الله ونعم الوكيل. لا القى لهذا وغيره تعبير سوى اننا نعيش ازمة ضمير.

#احمد_هاشم_السيد