الذئاب النائمة.. جناح الإخوان العسكري باليمن

الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 19:06:01
الذئاب النائمة".. جناح الإخوان العسكري باليمن

رأي المشهد العربي             

"الذئاب النائمة".. جناح عسكري يستخدمه حزب الإصلاح الإخواني، في مأرب وتعز والبيضاء ووداي حضرموت وأجزاء واسعة من محافظتي أبين وشبوة بحجة كاذبة وهى مواجهة الحوثيين، ولكن الحقيقة أنه يستخدمهم كجناح عسكري متطرف للإخوان قد يتم الزج بهم مستقبلا في معارك مع التحالف خاصة أن مليشيات الحوثي والإصلاح بينهما تعاون وتنسيق وأهدافهما واحدة.

واعتمد حزب الإصلاح على عناصر القاعدة في فرض السيطرة على المدن التي يدخلونها، ويوكلون إليهم مهام أمنية وعسكرية بدلاً عن أجهزة الجيش الرسمية لضمان الولاء والتبعية.

العلاقة بين إخوان اليمن وتنظيم القاعدة ليست جديدة، وإنما تمتد لسنوات طويلة، والدليل على ذلك بأن عدد من قيادات الإصلاح كانت تطالب بإشراك تنظيم القاعدة في الحوارات السياسية وهى الدعوة التي وجهها القيادي الإخواني صلاح باتيس في حضرموت، وعضو البرلمان عن حزب الإصلاح في تعز عبدالله العديني وآخرين.

كما أن مقار حزب الإصلاح ومنازل عدد من قادته كانت تستخدم كملاذات آمنة لقيادات القاعدة وهو ما حدث مع القيادي في تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح عبد الإله الذهب الذي نجا من عملية أمريكية في البيضاء، وظل يتنقل بين قيادات ومقار حزب الإصلاح، وهي العملية ذاتها التي قتل فيها شقيقه القيادي في حزب الإصلاح والقاعدة عبد الرؤوف الذهب، وذلك كما جاء في التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وكشفت فيه عدد من الحقائق التي تثبت ارتباط تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان في اليمن.

وكشف التقرير أن أغلب عناصر القاعدة منتمية لحزب الإصلاح، وتخرجت من جامعة الإيمان وأن عدد منها شارك في حرب أفغانستان، والعراق وسوريا، وأن حزب الإصلاح سعى للانفصال عنها سياسيا ودعمها كجناح عسكري خفي نفذ عبرها أجنداته في الشمال والجنوب، وكان يوفر له إلى جانب الدعم المالي دعما سياسيا وإعلاميا كبيرا.

حزب الإصلاح يخفي سلوكا خبيثاً، ونشاطا مدمرا للدولة والمجتمع ويعمل لسنوات لتحقيق أهداف هدامة تتسق وفكر الإخوان، ووصل الأمر حد تورطه بممارسة سلوك إرهابي، ودعم ورعاية عناصر متطرفة، لتوظيفها في النيل من الخصوم والقيام بعمليات إرهابية وفقا لرؤية قاصرة لفكر الإخوان، الذي يرى في الحروب والاقتتال وغياب الاستقرار بيئة مناسبة لنموه وازدهاره.

يعتمد حزب الإصلاح على عناصر التنظيم المتطرف في فرض سيطرته على عدة مدن يمنية، وأشركهم في اللجان الأهلية التي شكلها للسيطرة على مناطق.

وتأكيداً على العلاقة التي تجمع الطرفين، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية قيادات حزب الإصلاح من الصف الأول مؤخرا، على قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب.

وأكدت مصادر سياسية يمنية أن تنظيم القاعدة في اليمن يعد الجناح العسكري لجماعة الإخوان.

ويعتبر التنظيم أحد الأدوات التي تستخدمها الجماعة في عمليات اغتيال ضباط الجيش والسياسيين المعارضين للإخوان في المناطق اليمنية.

وتؤكد المصادر أن جماعة حزب الإصلاح متورطة في إطلاق سراح سجناء من القاعدة من سجون لحج وعدن والمكلا ورداع، خلال فترة الأزمة السياسية التي بدأت في 2011.

وقبل اندلاع الحرب بين الحوثيين وقوات الشرعية كانت قيادات إخوانية، وأبرزهم صلاح باتيس في حضرموت وعضو البرلمان عبدالله العديني، تدعو على المنابر الحكومة الأخذ في الاعتبار تمثيل القاعدة في حواراتها السياسية أسوة ببقية المكونات السياسية.

دويلة قطر قدمت دعما كبيرا لجماعة الإصلاح، الذين يسيطر عليهم الفرع المحلي للإخوان المسلمين، والذين شكلوا مجموعة إسلامية متطرفة لها تداخلات كثيرة مع تنظيم القاعدة.

ونتيجة الدعم المالي والسياسي والإعلامي القطري، لعبت مجموعة الإصلاح دوراً مهما في تنفيذ الأجندة القطرية بتعاونها مع عناصر تنظيم القاعدة.

ووجدت قطر نفسها في علاقة وثيقة مع قيادة جماعة الحوثيين، وفي الوقت ذاته كانت تدعم مجموعة الإصلاح، إضافة إلى تنظيم القاعدة.

التنسيق والتحالف يتخذ عدة مجالات وصور، منها الجانب الإعلامي حيث أن الوسائل الإعلامية الضخمة التي تتبع لحزب الإصلاح نجدها تتجاهل جهود مكافحة الإرهاب وتعمل على تشوهيها وتسعى في رفع تقارير حقوقية تدافع فيها على إرهابيين، وإلى جانب ذلك نجدها تتفق مع الإرهابيين.

جماعة أنصار الشريعة في أبين أحد فرق تنظيم القاعدة الإرهابي تلتقي مع حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في معاداة واستهداف المساعي والجهود الإماراتية أكان على مستوى البناء وتعزيز الأمن أو التنمية.

هناك رابط متين وتحالف قوي بين التنظيمات المتطرفة وحزب الإصلاح يتخندق في خندق واحد لمهاجمة ومعاداة الإمارات ويسعى من أجل إعاقة جهودها الكبيرة والعظيمة في مجال مكافحة الإرهاب وبناء الأمن وتعزيزه، ولعل هذا التخندق الذي يظهر حين تتلقى الجماعات الإرهابية ضربات موجعة يؤكد على حقيقة وجود هذا التحالف الإرهابي الإصلاحي وثالثهم الانقلابيين.

وتساءل الكثير من المراقبين والمحللين في اليمن عن السر الذي يجعل عناصر القاعدة لا يستهدفون قيادات الإصلاح ولا مؤسساته بالاغتيال أو التفجير.

كما أن المدن التي يدخلها تنظيم القاعدة بقوة السلاح تمثل مركز ثقل حزب الإصلاح الذي لم يعرف عنه أنه قد اختلف معهم أو دخل في مواجهة عسكرية ضدهم.

وأشار المراقبون إلى أن إخوان اليمن يتعاملون مع عناصر القاعدة كخزان احتياطي يلجأون إليه عند الضرورة من ذلك مواجهة الحراك الجنوبي باعتباره عدوا استراتيجيا.

واعتمد حزب الإصلاح على أنصار القاعدة في فرض سيطرته على عدة مدن، وأشركهم في اللجان الأهلية التي كوّنها للسيطرة على الوضع.