المخدرات تهدد المجتمع العدني.. ومختصون : هؤلاء يقفون وراء انتشارها

الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 18:38:07
المخدرات تهدد المجتمع العدني.. ومختصون : هؤلاء يقفون وراء انتشارها
تقرير خاص : سفيان علي الحنشي         

باتت المخدرات تشكل تهديداً حقيقياً لمدينة عدن وتاريخها المشرق بالكثير من الإنجازات الحضارية، لتبدأ المدينة صفحة جديدة لم تعتادها من انتشار الجريمة والخروج عن النص.

وعدن تلك المدينة التي تقع على ساحل خليج عدن وبحر العرب في جنوب البلاد، تعد المدينة الأكثر حداثة وتطورا في البلاد  ، قبل أن تتحول بفعل عصابات تدير سيناريو ممنهج  لتحويلها الى مستنقع للبلطجة والمخدرات.

ويشير مراقبون إلى أن خطر انتشار المخدرات والحشيش والمواد المسكرة ينمو بشكل كبير مع ازدياد توافد اللاجئين الأفارقة إلى مدينة عدن والذي يعرف عن غالبيتهم عشقهم للمواد المخدرة وتناولها بشراهة.


دعم مجتمعي :

لكن يبدو واضحاً أن محاولات الجهات الأمنية والتحالف في التصدي لانتشار المخدرات يحتاج الى جهد أكبر  و تحرك مجتمعي  مواز يقوده المواطنون البسطاء والأسر.

رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة عدن محمود شائف الحميدي، قال  ل "اللمشهد العربي " عن هذه الآفة الخطيرة  أي  المخدرات تعد واحدة من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمع العدني؛ خاصةً مع انتشارها مؤخراً بطريقة مخيفة .

وأضاف الحميدي أن الأمر الأكثر وضوحاً هو استهداف الشباب بتلك المواد المخدرة للقضاء عليهم؛ كونهم الأمل الحقيقي للمجتمع، مشيراً إلى أن الهدف من انتشار تلك المواد هو مسح عقول الشباب, وإضعافهم في مواجهة مشاكل مجتمعهم، مشدداً على أن استهداف جيل المستقبل هو عمل مُنظم ومًخطط تديره  أكثر من جهة محلية بالتنسيق مع جهات خارجية.

ولفت إلى أن قوة المجتمع الحقيقي وثروته لا تتمثل في النفط أو الزراعة لكنها بمدى قدرته على بناء جيل واع متعلم ومدرك، مبدياً تخوفه من استقطاب الأطفال لتناول المواد المخدرة في ظل ضعف الجهود المجتمعية  في محاربة تلك الظاهرة ومكافحتها.

تخوّف :

وأشار الحميدي " إلى أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى وجود أزمة حقيقية بالتأكيد على استهداف فئة الأطفال والشباب من سن 15 إلى 20 عاماً، داعياً إلى زيادة الرقابة والعمل بجدية على المنافذ الحدودية كون إهمالها يتسبب في انتشار المخدرات.

بدورها أكدت مديرة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات الدكتورة سعاد علوي، أن المخدرات بدأ دخولها إلى عدن وجميع مدن الجنوب منذ عام 1990، مبينةً أن تسلسل التاريخ يشير إلى حقيقة واضحة بشأن انتشارها المخيف.

وأوضحت علوي أن المواد المخدرة شهدت انتشاراً غير مسبوقاً بعد عام 2015 كونها وجدت لها ظروفآ مساعدة مع حالة الانفلات الأمني أثناء الحرب  مستغلةً عدم وجود رقابة على المنافذ الحدودية.

ولفتت إلى أن دخول المخدرات بات يتم بطريقة شبه رسمية، مع وجود منظمات تشجع على إدخال الحبوب والمخدرات الي عدن ليتم استهداف المناطق التي تمتاز بوجود الشباب الثائر الغيور على وطنه مثل عدن والضالع وردفان ويافع وشبوة وحضرموت.

وشددت على أن هناك هجوماً شرساً على المناطق التي يوجد فيها تحرك شبابي ثائر ضد الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ ما يدفع بعض المنظمات والأحزاب السياسية المناوئة للجنوب على استهداف تلك الطبقة بالمخدرات.

وأرجعت علوي أسباب تداول الحبوب والمخدرات في عدن إلى عدم وجود نصوص قانونية كما كان يتوفر في مدن الجنوب قبل عام 1990، حيث يجرى إخلاء سبيل المتهمين بعدم إدانتهم عن تجارتهم للمخدرات والاكتفاء بمحاسبتهم وفق قانون الصحة والذي ينص على أن تكون العقوبة فقط غرامة مالية أو حبس 6 شهور فقط بتهمة التجارة غير مشروعة.

وبّينت أن السبب الثاني في انتشار المخدرات يرتبط بالنزاعات والصراعات السياسية، إلى جانب التغيرات السياسية بالبلاد.

وقالت إن الخطر الأكبر في تلك الظاهرة هو تداولها بين الأطفال والفتيات، إلى جانب بيعها في جميع الصيدليات، رغم أن المخدرات تعتبر من أخطر المواد المحرمة على الإنسان.

مشكلة ينبغي معالجتها :

الخبير النفسي عبدالله الشبحي يرى أن أمر انتشار المخدرات لم يعد خافيآ على أحد ولم تعد أضرارها مقتصرة على المتعاطي المدمن فحسب بل أصبحت فواتير المخدرات تدفعها البلاد على كافة المتسويات.

وأوضح الشبحي أنه على المستوى الاجتماعي يدفع المجتمع فاتورة انتشار المخدرات الناتجة عن الخلافات الأسرية والجرائم، وكذلك انتشار الأمراض النفسية والرذيلة وانحلال أخلاقيات المجتمع.

وأشار إلى أن مشكلة تعاطي وانتشار المخدرات واحدة من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية  والتي يلجأ المتعاطون لها الى ارتكاب جرائم  السرقة والقتل والاغتصابات.

وتابع أن الوقاية من المخدرات مسؤولية المجتمع ككل والتي تحتاج إلى قوانين رادعة لمحاسبة من يروج تلك المواد، وكذلك دور الأسر في نشأة الأطفال، مشدداً على أن الأمر يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد  لتوعية الفئات المستهدفة، إلى جانب عمل مراكز علاجية للمدمنين مع زيادة حملات التوعية من مخاطر المخدرات.