جنوب مستقل لا يمن مختلف

الإخراج الدولي للفيلم اليمني الممل الذي تدور قصته حول صناعة بطل من رحم المعاناة وكيف ان المخرج يوظف كل الامكانات المادية والفنية والادوار الاخرى للشخوص والجهات لخدمة البطل في حبكة درامية تبدو وكأنها مستحيلة في البدء ثم نتقبلها هربا من الاطالة والملل حتى نصل مع المخرج في النهاية الى ان لا مستقبل مضمون الا بالتسليم للبطل الذي تخلق وان كل ماحدث خلال السنوات الماضية مجرد بروفات لإتقان دور البطل الذي يسقط الجميع في كل مواجهة ويعجز العالم عن هزيمته او ازاحته ...الخ

يتابع الجميع كيف يتشكل البطل في مامضى من مشاهد وكيف يسيّر المخرج الاحداث ببراعة لصالح البطل المعجزة وبالنتيجة سنجد انفسنا في يمن موحد لكن ليس يمن مابعد 94م وانما يمن جديد بنكهة الحوثي!!.

لا ادري عن أي يمن جديد مختلف عن السابق يحدثنا الاستاذ فتحي بن لزرق بهذه الخفة والاماني العاطفية الصغيرة ؟!.
ما الذي تغير في هذا اليمن بعد عفاش حتى الآن ؟،، اليس هو يمن قبائل الهضبة ومركزها المقدس الذي يحكم منذ اكثر من الف سنة بهذه العقلية وهذا الإرث السلطوي الاقصائي الاستعلائي؟؟

الوهم الحقيقي هو الحديث عن هذا اليمن الموحد والمختلف عن يمن 94 او مابعدها، لان الواقع يرفض هذه الفرضية لان السياسة والحرب عبر مسيرة الوحدة اليمنية الفانية يقر باستحالتها كما ان الحرب الاخيرة لم تنتج واقع مختلف او حتى مايصلح ليكون وهما نسوقه في منشوراتنا عندما لا نجد شيء نكتبه !.

الحرب انتجت جنوبا محررا بسواعد ابنائه ودعم ومساندة دول التحالف العربي ودون فرمانات او موانع دولية تحد او تمنع هزيمة المليشيات كما حدث ويحدث في جبهات الشمال اليوم ، بمعنى آخر ان الاعتراف بالامر الواقع الذي صنع من الحوثي بطلا في الشمال يجب ان يقابله اعتراف بالامر الواقع في الجنوب الذي صنعته دماء وصبر وصمود وتضحيات ابناء الجنوب وهو الواقع الذي يجب ان يتجسد ويتمدد على كل شبر من ارض الجنوب انفاذا لارادة الشعب ووفاء لدماء الشهداء وهاهنا يجب ان نقف وهكذا يجب ان نكون .