البرلمان والأحزاب والجنوب

هناك محاولات يائسة لاستغلال حاجة الجنوبيين للخدمات الأساسية وتوظيفها لأهداف وأغراض تختلف كليا عن تطلعاتهم، واستخدام هذه الحاجة كسلم ترتقيه قوى معادية لمشروع الهوية الجنوبية واستعادة الدولة، وتعمل هذه القوى على استفزاز الجنوبيين بطرق عبثية مختلفة، منها محاولات جلب أعضاء مجلس النواب اليمني إلى الأراضي الجنوبية وإدخال المحافظات الجنوبية المحررة في أتون صراعات داخلية تقوّض الأمن والاستقرار، وتستدعي التدخلات للقوى المعادية بحجج وذرائع واهية لا علاقة لها بأهداف التحالف العربي في استكمال تحرير الأراضي اليمنية واستعادة العاصمة صنعاء من ميليشيا الحوثي.  

فتركيبة مجلس النواب - المنتهي منذ العام 2009م - مكونة من الأحزاب اليمنية، ويستحوذ حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) على ثلثي مقاعد المجلس، ويتقاسم بقية المقاعد حزب الإصلاح (إخوان اليمن) والاشتراكي وبقية الأحزاب والمستقلون.. وتعد هذه الأحزاب ومجلس النواب أهم أعمدة نظام صنعاء التي ساعدته على اجتياح الجنوب وظلم شعبه، فكان مجلس النواب والأحزاب المشرعين والسلطة التشريعية لجميع الخطوات الإقصائية بحق أبناء الجنوب، ويسيران على خطى نظام صالح متفقين إذا تعلق الأمر بالجنوب، وهم شركاء في الدمار الذي لحق بمقدرات الشعب، وهم مرفوضون كليا من قبل أبناء الشعب الجنوبي الشرفاء، المؤيدين أو المعارضين للمقاومة والمجلس الانتقالي الجنوبي. 

ويتمتع مجلس نواب نظام صالح والحوثي والأحزاب بعلاقات يسودها الانسجام والتناغم..وحتى حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس حركة «الشباب المؤمن» التي تحولت إلى «أنصار الله» (جماعة الحوثي)، كان عضوا في مجلس النواب عن الدائرة (294)، وتنتهي جميع الأزمات والخلافات بينهم عندما يتم ذكر استعادة الدولة الجنوبية..
 ونحن، الجنوبيين، نعرفهم جيدا وأعلم بهم من غيرنا.. فمنذ أن أعلن الجنوبيون عن تشكيل حاملهم السياسي «المجلس الانتقالي الجنوبي» والعسكري «المقاومة الجنوبية»، ازداد صراخ الإصلاحيين والشرعية والحوثي بصوت واحد..

 لذلك ترى القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح والشرعية تهاجم أبناء الجنوب والتحالف العربي، ولا تستطيع أن تفرق بين تلك القنوات وبين قناة «المسيرة» ووسائل إعلام الحوثي الأخرى، فهم مختلفون في الآراء، لكنهم متحدون في الأهداف والمصالح.  
ما نأمله من شركائنا في التحالف العربي أن يعلموا أن مجلس النواب والقوى السياسية اليمنية تتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع في البلاد من مآسٍ ودمار، ونحن في الجنوب قدمنا التضحيات من أجل التخلص من مجلس النواب اليمني والأحزاب لأنهم وجه النظام الظالم والفاسد الذي شرد الجنوبيين.

 وواهمٌ وستين واهم من يعتقد أن الجنوبيين يقبلون بعودتهم.. والحوار مع القوى الجنوبية الفاعلة على الأرض هو السبيل المناسب لتسوية الخلافات بدلاً من المواجهات والنزاعات.