عبدالملك الحوثي وخطاب «الدم».. عام خامس من الدمار

الأربعاء 27 مارس 2019 20:06:00
عبدالملك الحوثي وخطاب «الدم».. عام خامس من الدمار

رأي المشهد العربي

في الوقت الذي يحاول مسؤولو الأمم المتحدة، التمسك بالمقترحات الأممية الجديدة التي قُدمت لضمان عقد اجتماع إعادة الانتشار في الحديدة رغم رفض مليشيات الحوثي تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، يُطل علينا عبدالملك الحوثي زعيم الانقلاب ويتوعد بعام خامس من الحرب والدمار في اليمن.

تصريحات «الحوثي» تُعيد إلى الأذهان قرار أمريكا بفرض عقوبات على نظام الملالي عندما خرج رئيس طهران «روحاني» وتحدى العالم، مؤكدا أن بلاده قادرة على تخطي كافة العقوبات، لكن بعد مرور أشهر على التصريحات «العنجهية» عاود «النباح» كالكلاب ويستغيث بدول كالصين وروسيا لتخفيف العقوبات الاقتصادية على بلاده.

وتوعّد عبد الملك الحوثي، بعام خامس من الحرب في اليمن، وجدد رفض جماعته الانسحاب من الحديدة وموانئها بموجب «اتفاق ستوكهولم»، قائلاً إن جماعته لن تسلم المدينة وأن «الحديدة ستبقى في وضعها الأمني والإداري تابعة» لجماعته في صنعاء.

وفي خطابه الباهت الذي يُلقيه عندما يشعر بانتهاء جماعته وتكبدها خسائر فادحة في كافة جبهات المعارك، تبجح بقتل الراحل علي عبد الله صالح الذي وصفه بـ«الخائن»، وقال إن الفترة المقبلة ستشهد عملية تطهير لأتباعه الذين وصفهم بـ«السوس» الذي ينخر جماعته.

وبتصريحات عبدالملك، أعادت المليشيا الإيرانية، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص «مارتن غريفيث»، إلى دوامة المراوغات التي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاثة شهور، بهدف إفشال مهمته بتنفيذ إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة وفقاً لاتفاق السويد.

رفض مليشيا الحوثي عقد اجتماع اللجنة المعنية بالإشراف على تنفيذ إعادة الانتشار في مناطق سيطرة الحكومة بمدينة الحديدة، هدفه إدخال المبعوث الدولي «غريفيث» وكبير المراقبين «لوليسغارد» في دوامة مراوغات لا تتوقف وبغرض التحايل على تنفيذ الانسحاب من الموانئ والمدينة خاصة وأن الاجتماع كان سيكرس للمصادقة على الخطة المعدلة للانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى وغيرها من المناطق المؤدية إلى مداخل المدينة ومطاحن البحر الأحمر.

وتعمل المليشيات على اختلاق الأعذار كلما اقتربت ساعة الصفر لخروجهم من الموانئ، ولهذا أرادوا في آخر لحظة إفشال مهمة المبعوث الدولي مارتن غريفيث الذي أفرط في تفاؤله من التزام المليشيا بتنفيذ اتفاق السويد بشكل عام وإعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة على وجه الخصوص، ولهذا رفضوا قبل ساعات من الموعد الحضور إلى منطقة سيطرة الحكومة التي حضر ممثلوها أكثر من اجتماع في مناطق سيطرة المليشيا.

السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أكدأن عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقتها السعودية لمساعدة الشعب اليمني بعد الانقلاب الحوثي، قبل 4 أعوام، كانت ضرورة، وليست خياراً، موضحا أن الحوثيين وقّعوا أكثر من 70 اتفاقية منذ انقلابهم على الشرعية من دون تنفيذ أيٍّ منها.

وقال وضاح الدبيس، المتحدث باسم ألوية العمالقة، إن المليشيات الحوثية «فوجئت للمرة الثانية بموافقة الفريق الحكومي على الخطة المعدلة لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقية ستوكهولم، وهو ما أربكها وأغلق عليها أبواب المكيدة للمراوغة والتنصل والهروب كما اعتادت في كل اتفاق».

وأوضح أن عدم حضور الانقلابيين الاجتماع الذي كان مقرراً، الاثنين الماضي، في مناطق سيطرة القوات الحكومية «جاء بحجة وجود خلافات وثارات شخصية قديمة، وهذا يجعل فريق المليشيات في وضع غير مستقر ومقلق»، كاشفاً عن رفضهم القاطع دخول مراقبين من الجانب الحكومي، وسماحهم بوجود مراقبين دوليين بشرط ألا يتعدى عددهم خمسة في كل ميناء.

وتتضمن المرحلة الأولى من النسخة الأممية المعدلة بشأن الحديدة نشر مراقبين من الأطراف بما في ذلك الجانب الحكومي للرقابة الدائمة على الموانئ، وانسحاب الحوثيين من ميناءي الصليف ورأس عيسى لقوات خفر السواحل الموجودة هناك، على أن يُسمح لمراقبين حكوميين ودوليين بالتحقق الدائم من موثوقية الإجراءات وهوية الطواقم الأمنية المنتشرة في الميناءين.

الخلاصة.. مليشيات الحوثي ستفشل كل جهود من شأنها إحلال السلام في اليمن ولا مفر من مواجهة الانقلابيين إلا بقبضة من حديد لأن ما جاء على دم لا يخرج إلى بالدم وكافة التصريحات التي تسعى إلى حلحلة الأزمة لم ولن تأت بجديد.