الحرس الثوري منظمة إرهابية.. هل يفقد الحوثي ذراعه العسكري؟

الاثنين 8 إبريل 2019 20:30:12
الحرس الثوري منظمة إرهابية.. هل يفقد الحوثي ذراعه العسكري؟

يقوم الحرس الثوري الإيراني بدور الداعم العسكري الرئيسي لمليشيا الانقلاب الحوثي في اليمن، وهو الدور الذي يتباهى به قياداته في العديد من المناسبات، الأمر الذي يجعل من القرار الأمريكي بإدراجه على لائحة المنظمات الإرهابية، تهديدا مباشرا لسلاح الحوثي العسكري الذي يعتمد عليه في عملياته الإجرامية.

ويعد الحرس الثوري الإيراني المفرغ الرئيسي لجميع المليشيات الإيرانية المسلحة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وبالتالي فإن تضييق الولايات المتحدة خناقها على تحركاته وتمويلاته قد يصب بصورة إيجابية لصالح البلدان العربية التي تكتوي بإرهاب إيران، وتحديدا اليمن، إذ أن طهران تلقي بثقلها كله باتجاه دعم العناصر الانقلابية.

ولكن في الوقت ذاته فإن القرار الأمريكي بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب لن يكون كافيا طالما لم يترجم إلى أفعال تثبت جدية الولايات المتحدة في الحد من الإرهاب الإيراني، وكذلك فإنه سيكون بحاجة أيضا إلى توافق دولي يضمن التعامل مع المنظمة العسكرية الإيرانية كمنظمة إرهابية.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.

وقال ترمب في بيان له "الحرس الثوري هو أداة الحكومة الرئيسية لتوجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية العالمية"، مشيرا إلى أن التصنيف يوضح بجلاء مخاطر الدخول في معاملات مالية مع الحرس الثوري، أو تقديم الدعم له... إذا تعاملت مالياً مع الحرس الثوري فإنك بذلك تمول الإرهاب".

وأكد الرئيس الأمريكي أن هذه الخطوة "غير المسبوقة"، والتي قادتها وزارة الخارجية، تظهر حقيقة أن إيران لا تدعم الإرهاب فقط بل أن الحرس الثوري الإيراني يشارك ويمول ويستخدم الإرهاب كأداة في عملية إدارة الدولة.

وأضاف ترامب قائلا إن خطة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، هو الأول من نوعه من قبل أمريكا تجاه فرع من حكومة أخرى، لكنه يستند إلى أن تصرفات إيران تختلف بجوهرها عن تصرفات الحكومات الأخرى.

وأشار ترامب إلى أن الخطة توجه رسالة مباشرة لطهران، مفادها أن لدعم الإرهاب عواقب وخيمة، وأكد على مواصلة الضغط على النظام الإيراني اقتصاديا وتحميله أعباء إضافية بسبب دعمه المتواصل للإرهاب، حتى يكف عن سلوكه "المؤذي والخارج عن القانون".

وتعبًر إيران بشكل علني عن دعمها لعناصر الانقلاب الحوثي، كما أن هذا الدعم لم يكن مقتصرا على ما تصفه بـ"الدعم الاستشاري" من خلال إرسال ضباط وخبراء وعناصر ميليشيات حزب الله اللبنانية وغيرها، بل بلغ تزويد المتمردين بالصواريخ الباليستية.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ، خلال شهر ديسمبر من العام 2017، استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياته في اليمن، على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري، بدعم ما أطلق عليهم "مقاتلي محور المقاومة" في العراق وسوريا ولبنان"، حسب تعبيره.

وأكد روحاني على استمرار دعم ميليشيات إيران في المنطقة واليمن، قائلا: "أقبل أیادي مقاتلي المقاومة الذین زرعوا الیأس في قلوب الاستكبار العالمي والصهیونیة. إنهم نشروا الأمن في ربوع العراق وسوریا ولبنان وسينعم الیمن بالأمن أيضا".

وبدأت استراتيجية إيران واضحة في التوغل في اليمن منذ أن أيدت تصفية الحوثيين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عندما بارك القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، مقتل صالح، معتبرا ما قامت به الجماعة المتمردة الموالية لطهران بأنه "القضاء على المؤامرة والانقلاب الذي دبّر ضد الحوثي".

وقبل نهاية العام الماضي، أقرّ وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أن بلاده تدعم الحوثيين في اليمن، لكنه زعم أن هذا الدعم يقتصر على "الجانب المعنوي"، بينما أكد مسؤولون إيرانيون آخرون أكثر من مرة، أن هذا الدعم يشمل التسليح وإرسال الصواريخ والخبراء والمال.

في مايو الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 5 خبراء من الحرس الثوري الإيراني لدورهم في نقل الصواريخ والأسلحة غير المسبوقة إلى ميليشيات الحوثيين في اليمن.

والخبراء الخمسة هم كل من: مهدي آذر بیشه محمد آقا جعفري ومحمود باقري کاظم آباد وجواد بردبار شیر أمین وسید محمد علی حداد نجاد طهراني.

وذكر بيان لوزارة الخزانة الأميركية ، في ذلك الحين، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع للوزارة، صنف هؤلاء الإيرانيين على قائمة العقوبات لقيامهم بتقديم خبرة فنية متعلقة بالصواريخ الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، كما قاموا بنقل الصواريخ والأسلحة غير المسبوقة لتلك الميليشيات وذلك من خلال قوات الحرس الثوري وفرعها للعمليات الخارجية، فيلق القدس.