ألغامٌ في عرض البحر.. أسلحة إيرانية - حوثية تفتك بالصيادين

الأربعاء 8 مايو 2019 19:45:00
ألغامٌ في عرض البحر.. أسلحة إيرانية - حوثية تفتك بالصيادين

عملت مليشيا الحوثي الانقلابية على نشر شبكات ألغام بحرية على طول سواحل البحر الأحمر والجزر المتناثرة بعرض البحر ما أدى لمقتل عشرات الصيادين وفقدانهم لقواربهم ومهنتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.

الصيادون شكوا من وجود سفينة إيرانية بالقرب من المياه اليمنية تعمل على تزويد المليشيات الحوثية بالألغام البحرية وتعتدي على الصيادين من حين لآخر.

عبده علي فتيني صياد من قرية منظر جنوب مدينة الحديدة تحدّث لصحيفة البيان، حيث عبَّر عن معاناته وزملائه الصيادين من ألغام مليشيا الحوثي، فبعد نزوح أغلب سكان القرية ومنهم الصيادون بطبيعة الحال بقيت قواربهم راسية في مرفأ الاصطياد المخصص لقرية منظر الساحلية ولم تمض سوى أيام قلائل حتى علم صيادو منظر بفقدان قواربهم التي ظنوا أنها ستكون في مأمن من الألغام والعبوات الحوثية، حيث جرفت الرياح والأمواج شبكة من الألغام البحرية التي خلفتها المليشيات إلى مرفأ منظر لتصطدم بقوارب الصيادين الراسية وتفجرها.

وأضاف: "كان أملنا كبيراً في العودة ومزاولة مهنتنا من جديد وبخاصةً أنّ قواربنا لم تتضرر في بداية الحرب لكن ألغام الحوثيين زحفت إلينا من أعماق البحر وفجرت قواربنا وقطعت رزقنا وتركتنا فقراء نازحين وعاطلين عن العمل، صحيح أنَّنا نجونا بأنفسنا لكن خسارتنا لمصدر رزقنا هو قتل لنا من نوع آخر فكل صياد بذل جهداً كبيراً وقضى أجمل أيام حياته يكد ويكدح في البحر حتى استطاع امتلاك زورقه الخاص الذي تصل قيمته إلى ثلاثة ملايين ريال والآن يأتي الحوثي بألغامه الإيرانية ويفجره ويحرم هذا الصياد المسكين وأسرته من عمله الذي يكسب منه قوت يومه".

أكثر من خمسة قوارب فقدها صيادو قرية منظر بسبب الألغام البحرية تزيد قيمتها على خمسة عشر مليون ريال، أمَّا بقية الصيادين فلا يستطيعون العودة أو دخول مرسى القرية خوفاً على حياتهم من الألغام ما يعني أن عشرات الصيادين فقدوا عملهم وبالتالي فقدت أسرهم مصدر الدخل الوحيد الذي يدر عليهم لقمة عيشهم وهذا يضطرهم للبقاء في مخيمات النزوح لتلقي المساعدات الإنسانية رغم تحرر قريتهم.

على الجانب الآخر، تمثّل مراكز الإنزال السمكي، أحد أهم أشكال الدعم الإغاثي الذي تقدّمه دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلةً في ذراعها الإنساني (الهلال الأحمر).

دولة الإمارات افتتحت قبل أيام، مركز الإنزال السمكي الـ24 في الساحل الغربي لليمن، وذلك في منطقة حسي سالم بمديرية المخا، بعد استكمال إعادة تأهيله وتزويده بمنظومة طاقة شمسية متكاملة.

الهلال الأحمر أعلن أنّ أكثر من 720 صياداً في مناطق حسي سالم، ودار الشجاع، والخضراء، والقنزية سيستفيدون من مركز الإنزال السمكي الجديد، الذي يأتي ضمن مشروعات وأنشطة ومبادرات عام التسامح 2019 في الساحل الغربي.

من جانبه، صرّح ممثل السلطة المحلية في المخا محمد الشاذلي بأنّ مركز الإنزال السمكي في حسي سالم سيسهم بشكل كبير في تحسين معيشة أكثر من خمسة آلاف فرد، مشيراً إلى أنّ دولة الإمارات حرصت بشكل مستمر على إدخال السعادة إلى قلوب اليمنيين عبر تنفيذها ودعمها لمشروعات خدمية وتنموية متعددة، أعادت تطبيع أوضاعهم.

وقال صيادون يمنيون إنَّ مركز الإنزال السمكي أعطى دافعاً معنوياً كبيراً لهم للعودة إلى ممارسة مهنة صيد وتسويق وبيع الأسماك، من أجل تحقيق التنمية زيادة دخل الفرد.

وكانت الإمارات قد دشَّنت قبل أيام، مشروع المياه الاستراتيجي في منطقة القطابا بمديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة في إطار استجاباتها السريعة لتلبية احتياجات أهالي الساحل الغربي.

ويشمل المشروع إعادة تأهيل وتجهيز بئر ارتوازية وخزان مياه سعة 100 ألف لتر وشبكة المياه بطول 36 ألف متر وتزويده بغطاس ومنظومة طاقة شمسية متكاملة.

وقال محمد الجنيبي مدير الشؤون الإنسانية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إنَّ هذا المشروع الاستراتيجي الذي تشرف على تنفيذه الهيئة يعتبر من أهم المشروعات التي تنفذ في مديرية الخوخة للحد من معاناة الأسر التي كانت تعاني شح المياه النقية.

في هذا السياق، صرّح المدير العام لمديرية الخوخة، رئيس المجلس المحلي محمد يحيى عبد السلام بأنّ دولة الإمارات نفَّذت عدداً كبيراً من المشروعات في مجالات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، شملت جميع قرى ومناطق المديرية، لافتاً إلى أنَّ مشروع مياه القطابا سيخدم أكثر من 15 ألف نسمة من أبناء المنطقة.

وأشاد عددٌ من الأهالي بالدور العظيم الذي تقوم به دولة الإمارات لإعادة تطبيع الحياة، من خلال تنفيذها جملة من المشروعات الحيوية على امتداد قرى ومناطق ومدن الساحل الغربي.

الجهود الإغاثية التي قدّمتها الإمارات أعادت الحياة إلى الكثير من مناطق الساحل الغربي الممتدة من منطقة باب المندب وصولاً إلى مدينة الحديدة، إذ أسهمت في تطبيع الحياة في هذه المناطق، مما خفف معاناة المواطنين وأسهم في عودة النازحين إلى مناطقهم.