الضالع والرسالة التي لم يفهمها البعض!!

في فجر ال 25 من مايو 2015 تساقطت معسكرات قوات عفاش المتحوثة ومواقع مليشيات الحوثي المتعفشة تحت ضربات المقاومة الجنوبية ، سقط موقع الخزان وروافده من المواقع الممتدة من جبل ذي بيت شرق مدينة الضالع الى وادي الاغوال بمنطقة زبيد جنوب شرق  المدينة ، وسقط معسكر الجرباء موقع القشاع وسقط معسكر عبود ومعسكر الأمن المركزي وسقطت ادارة الأمن وموقع المظلوم والمجمع التربوي ، هكذا سقطت المواقع والمعسكرات  الواحد تلو الاخر خلال خمس ساعات فقط ، خمس ساعات حاسمة كانت كفيلة بجعل مدينة الضالع اول مدينة  تتحرر من مليشيات الحوثي وقوات عفاش المتحوثة .

بعد ان تحررت المدينة بيوم واحد التقطت المقاومة انفاسها وعدت العدة لتحرير ما تبقى من مناطق الضالع الجنوبية قطعة قطعة ، فتم تحرير الخربة والبنك المركزي وتلى ذلك اسقاط السوداء وحياز والوبح لتنتقل المعارك الى الشريط الحدودي بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية سابقا” .

استمرت المعارك في الشريط الحدودي كر وفر الى تاريخ 8/8/ 2015 في هذا التاريخ استكملت المقاومة الجنوبية تحرير كافة مناطق الضالع الجنوبية لتكون المقاومة الجنوبية حينها قد قلبت 7/7 الى 8/8 ويبدو بان البعض لم يفهم مغزى الرسالة التي ارادت المقاومة الجنوبية ايصالها .

حرصت المقاومة الجنوبية في الضالع بتاريخ 8/8 على توجيه رسالة مفادها بان الاوضاع اختلفت وموازين القوى تغيرت رأسا” على عقب كتغيير 7/7 الى 8/8 ، وانه لم يعد بمقدور الشمال ابتلاع الجنوب كما حدث في
7/7/94 .

يبدو بان مليشيات الحوثي لم تستوعب الدرس ولم تفهم الرسالة جيدا” فدفعها غباءها الى تكرار محاولة غزو الضالع مرة اخرى ، ودفعها غرورها الى الانتحار على اسوار الضالع .

تذهلك الضالع بفطرتها … يختلف ابناءها … تتنافر كياناتها … تتباين مكوناتها الى درجة يعتقد معها البعض بان الوقت مناسب لضربها ، وفجأة تجدها عند الشدائد  وبفطرتها يدا” واحدة” .

الرسالة التي ارادت مقاومة الضالع توجيهها في 2015 حين قلبت 7/7 الى 8/8 فهمت جيدا” في الجنوب بان جنوب اليوم ليس جنوب 94 فاذا كانت عام 2015 توحدت الضالع بكل فئاتها وشرائحها ومكوناتها وتجسدت وحدتهم في جبهات ومتاريس المعركة فهاهي لحمة الجسد الجنوبي تتجسد اليوم وفي نفس المواقع الذي تجسدت فيها لحمة ابناء الضالع عام 2015 جبهات ومتاريس القتال واختلط الدم الجنوبي في معركة تحرير قعطبة والبلدات المحيطة بها فتوج هذا التلاحم فجر الجمعة 17 مايو 2019 بانتصار كاسح على مليشيات الحوثي الغازية شمال الضالع .

معركة تحرير شمال الضالع كان افقها ارحب واسع من الضالع عكست بتلويناتها خارطة الجنوب وشرفاء واحرار  المناطق المجاورة لها في مريس الشامخة وقعطبة والعود  جمعهم العدو المشترك كما جمعتهم الشهادة .

الضالع وهي تنتصر للحرية والكرامة والعزة والشموخ للمرة الثالثة خلال اربع سنوات لا تمن على احد … الضالع وهي تتميز بمواقفها لا تتعالى على احد ولا تبحث عن ثمن لادوارها ومواقفها … الضالع الحاضرة في التضحيات الغائبة في الشراكة الوطنية والبعيدة عن صناعة القرار لا تبحث لنفسها عن مكانة غير مكانتها مع بقية محافظات ومناطق الجنوب .

يكفي الضالع مكانتها في قلوب ابناء الجنوب … يكفي الضالع تداعي ابناء الجنوب من مختلف المناطق ويقدمون ارواحهم دفاعا” عنها … يكفي الضالع التي قدمت تضحيات في مختلف مناطق الجنوب وفاء ابناء الجنوب معها ليس في ميدان المعركة فحسب بل في مختلف المجالات والجبهات .

حين قلبت الضالع 7/7 الى 8/8 كانت تعني بان التصالح والتسامح قد وصل ذروته وان القلة القليلة من الجنوبيين الذين تمنوا هزيمة الضالع ويافع وطالبوا بضربهما هم اشبه بمن يمارس زنى المحارم … الضالع حين قلبت 7/7 الى 8/8 كانت تدشن ولوج الجنوب مرحلة جديدة بكل تفاصيلها وان القلة القليلة من الجنوبيين الذين لم يستوعبوا المرحلة هم النغمة النشاز في سيموفونية الجنوب الجديدة.