الطائفية الحوثية في جامعة إب.. دورات قهرية للمشاركة في المحارق

الخميس 23 مايو 2019 19:39:00
الطائفية الحوثية في جامعة إب.. دورات قهرية للمشاركة في "المحارق"

واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، استغلال المؤسسات التعليمية، لا سيّما الجامعات، من أجل خدمة مشروع الطائفي، الذي تُنفّذ فيه أجندات إيرانية.

مصادر أكاديمية في جامعة إب قالت إنّ مليشيا الحوثي أجبرت طلاباً في الجامعة على حضور دورات طائفية بهدف إقناعهم للمشاركة في "محارق الموت الحوثية".

المصادر أوضحت كذلك أنّ المليشيات الانقلابية أجبرت قيادة جامعة إب والجامعات الأهلية على دفع جبايات مالية جديدة تحت مسمى كسوة العيد لمقاتلي المليشيات.

وكانت مصادر محلية في صنعاء قد كشفت قبل أسبوعين، أنّ مليشيا الحوثي منعت توزيع مساعدات إغاثية رمضانية على المواطنين، مقدمة من منظمات دولية، مشترطة عليهم حضور دوراتها الثقافية لتوزيع المواد الغذائية.

وأفاد سكانٌ محليون قولهم إنَّ مليشيا الحوثي في منطقة الحشيشية بمديرية شعوب، اشترطت لتوزيع سلال غذائية على المواطنين حضورهم دورات ثقافية خاصة.

وسبق أن كشف أكاديميون بصنعاء أنّ كافة الجامعات الخاضعة لسيطرة الحوثيين تعاني من ابتزاز ونهب منظم، إذ تتحكّم المليشيات في عملية التسجيل وإقرار المساقات الدراسية والإشراف على الأنشطة والفعاليات.

هيمنة الميليشيات على الجامعات أوجدت حالةً من التلاعب، ساهمت في انتشار الوساطات والمحسوبيات وزيادة الضغوط الاجتماعية، ونهب المال العام وابتزاز الجامعات الخاصة بإتاوات دون وجه حق واستغلال العملية التعليمية برمتها لخدمة المليشيات.

وقال عيبان القدسي أحد العاملين بوزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين، إنّ إيرادات الوزارة تزيد على خمسة مليارات ريال من الجامعات الحكومية والخاصة والتي تزيد على 20 جامعة، في حين تبلغ الإيرادات من جامعة صنعاء وحدها فقط ثلاثة مليارات ريال في السنة ما بين رسوم امتحان قبول، ورسوم تسجيل وقيمة البطاقة، وكذلك رسوم المسجلين في نظام التعليم الموازي التي تدفع بالعملة الصعبة.

يُشار، إلى أنّ جامعة صنعاء تضم وحدها أكثر من 124 تخصصاً، وهي تخصصات متوزعة في 14 كلية في المقر الرئيسي بصنعاء، و10 كليات فرعية، ويصل عدد الطلاب فيها إلى 150 ألف طالب وطالبة.

إجمالاً، يعاني آلاف المعلمين ممن يعملون في مناطق سيطرة الحوثيين من واقع شديد الصعوبة، حيث لا يستلمون رواتبهم الشهرية، بالإضافة إلى نزوح غالبيتهم من مناطقهم الرئيسية ومدنهم إلى القرى النائية، فراراً من بطش الانقلابيين.

وتقول تقارير إنّ المعلم اليمني يفتقر لأبسط المقومات التي تدفعه نحو تأدية دوره التنويري والتعليمي، بل إنّ وضعه الحالي لا يُشجِّع على قيام عملية تعليمية متوازنة أصلاً، مع حرمان عشرات الآلاف منهم من المرتبات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

وتكشف إحصائيات إنَّ ما يقارب 90 ألف معلم ومعلمة، يُشكِّلون 64% من الكادر التعليمي في اليمن، تضرروا من الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، كما حُرم 195 ألف معلم ومعلمة من مرتباتهم، ما يعني تضرر مستقبل أربعة ملايين ونصف طالب وطالبة، بنسبة 76%، منهم نحو مليوني طالب وطالبة أصبحوا خارج المدارس تماماً.

المليشيات الحوثية تعمل على تدمير الهوية واستهداف العقيدة الدينية، وتستمر في انتهاك المساجد وتفجيرها، ومنع رفع الأذان فيها، وإحراق المصاحف، واعتقال الخطباء والمؤذنين الرافضين لتوجهاتها والقيام بسجنهم وإخفائهم قسرياً.

كما تستغل المليشيات، المساجد لنشر الطائفية والفكر الإيراني الدخيل على المجتمع، وتحويلها إلى مجالس لتعاطي القات وتخزين الأسلحة في استهانة واضحة بهذه الشعائر، إضافة إلى ذلك استغلت المنابر لترديد الشعارات الطائفية أو ما يسمى بـ"الصرخة" التي تخادع بها البسطاء.

ومع حلول شهر رمضان المبارك، قامت المليشيات بمنع إقامة صلاة التراويح في المساجد تماشيًا مع معتقداتها الدينية، كما تواصل نهب الأموال من المؤسسات العامة والخاصة ومن رجال الأعمال والمواطنين باسم الخمس، فيما يؤكد مواطنون ورجال أعمال أن المليشيات تستخدم وسائل متعددة بمسميات وحيل كثيرة لنهب المال العام وابتزاز التجار، أو حتى الوصول إلى جيوب المواطنين البسطاء.

أيضاً، قامت المليشيات الحوثية بتغيير المناهج وصبغها بطابع مذهبي، واستبدلت كثيراً من مديري المدارس والمعلمين بأشخاص موالين لها، وفرضت الأجندة الإيرانية الطائفية على ثقافة الطلاب وفكرهم، بهدف السيطرة عليهم، وتعميق الهوة الثقافية والفكرية الطائفية.